اﻷثنين, 30 يونيو, 2025
◇لقاء: فقه أولويات الصدقة
◇من تقديم الدكتور عبد الفتاح السمان
◇ بتاريخ: السبت 05 يوليوز 2025
تقرير اللقاء:
من إعداد مسيره الدكتور عبد الغفور بركاني.
نظم المركز المغربي للاقتصاد التشاركي لقاء علميا موسوما ب : "فقه أولويات الصدقة" من تأطير الدكتور عبد الفتاح السمان، حيث استُهل اللقاء بمقدمة من قبل المسير الذي عرف فيها بالمحاضر، وبأهم مرتكزات ومقاصد المحاضرة العلمية من حيث التأصيل الفقهي المصلحي، ثم أحال الكلمة بعد ذلك للمحاضر الذي صدر محاضرته بكشف الغطاء عن كنه فقه الأولويات في الصدقة، ومدى نجاحه ونجاعته ضمن سلم الأولويات، من خلال سؤال وجيه قوامه؛ هل نتقن جميعاً أن نحصل على أعلى عائد؟
كما مهد لمحاضرته بذكر أهم الخطوات الشيطانية التي رسم معالمها العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ في مدارجه، حيث كشف الستار عن مهام الشيطان حيال المسلم، التي أولها محاولة ايقاعه في الشرك هو رأس كل خطيئة، وإلا انتقل إلى البدعة، ومنها إلى المعصية، ثم إلى دفعه المسلم لترك الأفضل إلى المفضول رابطاً ذلك بأوجه صرف الصدقة ... إلخ.
ثم انتقل للحديث عن جزئية مهمة في الصدقة وهي حفظ كرامة الفقير، وهكذا عرج على تقريب سلم الأولويات جاعلاً إياه في ثالوث؛ أوله الصدقة للأقرب فالأقرب ـ أصولا وفروعاً ـ وثانيه؛ إلى أشد ضرورة، واستدل له بصنيع عثمان رضي الله عنه يوم الشدة حيث نال من ربه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم الرضى والرضوان، حتى قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :" ما ضر عثمان..."، وثالثه؛ متعلقه بالسرية والاخفاء، مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ينفق بيمينه حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه". وهو ما عبر عنه تحديداً بمصطلح صدقة العز".
علاوة على تركيزه على أهمية اعطاء الصدقة للمقربين، لأنها صدقة وصلة كما وصفها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، مستنكراً على من يجعل واسطة بين المتصدق والمتصدق عليه، والتي منها بعض الجمعيات، لاسيما بعض الجمعيات التي تجعل لها نسباً مئوية مقابل توليها مهمة التوزيع، معللاً ذلك بأن الصدقة قد توجه إلى غير وِجهتها الصحيحة.
ثم بعد ذلك فتح باب المناقشة، فأغني النقاش أكثر، وغُذي بإيراد طرائق متنوعة وأساليب حديثة للصدقة والحث عليها، وجعلها صدقة جارية، والتي منها التصدق بالعلم النافع، كالعلم الشرعي، وتعليم اللغات ... وهلم جرا من أبواب الصدقة.
المركز المغربي للاقتصاد التشاركي، مركز مستقل غير ربحي، تأسس سنة 2019 بمدينة أكادير، من قبل مجموعة من المتخصصين والمهتمين بالاقتصاد والمالية التشاركية، منتسبين لمجالاته الثلاث؛ الفقه والاقتصاد والقانون. وتكمن رؤيته في الإسهام في التعريف بمقتضيات الاقتصاد التشاركي وإبراز دوره التنموي في شموليته، والوعي بخصوصياته التأصيلية وسياقاته التنزيلية وتطبيقاته المعاصرة.